البعد الثانى: البيئة Context
تتضمن البيئة جميع الظروف المحيطة و المتغيرات التالية: الموقع - الحدود - الخدمات - المناخ (العام للمنطقة و الخاص بالموقع) - المبانى المجاورة - الجيولوجيا - وصول السيارات - قوانين و تشريعات البناء.
البيئة الطبيعية: المناخ و الرياح و الأمطار و الشمس
العوامل المناخية
و تعتبر العوامل المناخية من أهم المتغيرات التى تؤثر على تصميم المشروع و التى يجب دراستها بعناية من خلال مخططات توضح الحالة المناخية للمنطقة فى الفصول المختلفة من حرارة و رياح و أمطار.
مخططات تحديد اتجاهات و سرعة الرياح الموسمية.
مخطط يوضح تغير درجات الحرارة أثناء فصول السنة.
مخطط يوضح معدلات سقوط الأمطار.
إن تحديد متغيرات البيئة المحيطة يساعد المصمم على وضع حدود للمشاكل و وضع محددات لعدد المرادفات التصميمية المتاحة. و يرحب المهندس المعمارى ذو الخبرة بالمحددات لأنها تساعد على تركيزه على المرادفات المقبولة.
البيئة العمرانية: المبانى المحيطة
البيئة الانسانية: الأشخاص و الجيران
الموقع
اختيار الموقع
إذا لم يكن هناك موقع محدد للمشروع فان مهمة اختيار الموقع تعتبر من أدق و أهم عناصر نجاح المشروع. فاختيار الموقع المناسب من جميع الوجوه التى سيتم مناقشتها فيما بعد تعتبر من المهام الصعبة التى يجب توخى الحذر و الدقة فيها. أما إذا توفر موقع محدد للمشروع فيبدأ المصمم الخطوة الثانية و هى تحليل الموقع.
تحليل الموقع
الطبوغرافية - نوع التربة - الشوارع المحيطة - التوجيه - الجيران - الشمس و الرياح
يتضمن تحليل الموقع المناخ الخاص بالموقع و المناخ العام للمنطقة و حركة الشمس و اتجاهات و سرعة الرياح و طوبوغرافية الأرض و نوع التربة و البيئة العمرانية المحيطة بالموقع و الحركة الطبيعية حول الموقع و الرؤيا و عناصر التنسيق مثل الأشجار و النباتات و الصخور و المياه. يجب مراعاة عناصر الموقع قبل تصميم المشروع. و يمكن للمخططات المبسطة sketches أن توضح اى مشاكل أو إمكانيات من خلال توضيح جميع العناصر معا. و يوضح المثال التالى الصفات العامة لموقع و هى تساعد على أن يتذكر المصمم بصريا أهم صفات الموقع. و من خلال تلك الرسومات يمكن استيعاب أمور أخرى مثل الرياح و الخصوصية و أفضل أماكن البناء فى الموقع. و يمكن تطوير تحليل الموقع ليشمل برنامج المشروع و استكشاف مرادفات ابتدائية لوضع كتلة المبنى.
و توضح المخططات التالية عناصر تحليل الموقع للوصول الى انسب مرادفات الاستغلال.
تحليل موقع المشروع بالنسبة للبيئة الطبيعية و الحدود.
تحليل موقع المشروع بالنسبة لطبوغرافية الموقع.
تحليل موقع المشروع بالنسبة للعوامل المناخية.
تحليل موقع المشروع بالنسبة للرؤية و مناطق التطوير.
تأثير الموقع
تتضح من الدراسة التحليلية للموقع متغيرات هامة تؤثر فى تصميم المشروع و تحديد نوع الإنشاء و توزيع الاستعمالات حسب طبيعة و ظروف الموقع.
محددات الموقع
الارتفاعات - الردود - الكثافات - خطوط الحدود
البعد الثالث: الشكل Form
يتضمن الشكل المتغيرات التالية: الحدود - الحركة - نظام الإنشاء - الغلاف - نوع الإنشاء - العملية الإنشائية - الطاقة - التحكم البيئى - التصور العام.
المتغير الثالث فى المشكلة التصميمية هو "الشكل" و هو المتغير الذى يتحكم فيه المصمم. و فى هذا المجال نستطيع معاونة العميل فى اتخاذ القرارات بعد تحديد متغيرات الاحتياج و البيئة. و يجب علينا أن نتذكر أن حلول المشاكل التصميمية هى اتفاق بين الاحتياج و البيئة و الشكل. و هذه المتغيرات شديدة المرونة حتى يتم الوصول إلى حل مناسب. و يعتمد بعض المعماريين على برنامج العميل و البيئة فقط لتحديد الحلول و لكن الشكل أيضا مهم حيث أن هناك أشكال تقابل احتياجات معينة و يجب على المعمارى أن يتعرف على متغيرات الأشكال مثلما يفعل مع الاحتياج و البيئة.
1- الفراغ و التنظيم Space and Order
هناك تنوع كبير فى أساليب التنظيم كتل البناء لتأكيد البعد الفراغى بينها. و من الأهمية دراسة تنظيم الكتل و العلاقة بين "الفراغ و المصمت" للوصول إلى أهداف التصميم المطلوبة. و توضح الأشكال التالية بعض أساليب التنظيم الفراغى للكتل للوصول إلى الهدف المطلوب.
التنظيم الفراغى للكتل و الحوائط
التنظيم الفراغى الحوائط
التنظيم الفراغى للواجهات و القطاعات
2- المقياس و النسب Scale and Proportion
بالرغم من أن نوعية الفراغ يمكن معرفتها بها من قبل اى شخص، فان المهندس المعمارى يمكنه استيعاب متغيرات الشكل و كيفية تنظيمها للوصول إلى التأثير المطلوب. و بالإضافة إلى الدراسة المعمارية فان المهندس المعمارى يمضى بقية حياته يتعلم عنها.
و أهم طريقة من طرق زيادة مقدرة المهندس على استيعاب المقياس و النسب فى الأشكال هى من خلال التحليل البصرى. و يتم من خلال التحليل البصرى التركيز على متغيرات محددة مثل المقياس و الإيقاع فى المخطط التى يمكن استخلاصها من البيئة العمرانية.
المقياس يتضمن علاقة مع الحجم. و حجم الانسان هو أهم المراجع لمعرفة المقاييس الأخرى. و هو يسم "المقياس الانسانى". و بطبيعة الحال فان مقاييس المنشآت ليست جميعها فى حدود مقاييس الانسان. فنحن نشعر بالراحة مع المنشآت الكبيرة إذا تباينت مقاييسها من مقياس الانسان إلى مقياس المبنى. و من خلال التحليل البصرى يمكن فهم كيفية التعامل مع المقياس فى مختلف المبانى.و تؤثر النسب فى تصميم المبنى من حيث العلاقة بين الأبعاد الأفقية و الرأسية.
المقياس الانسانى
تدرج المقياس
تحليل النسب
3- الكتلة و الاتزان Mass and Balance
للكتلة و الاتزان أهمية كبيرة فى تجربة الانسان مع المبانى و هى تسبب رد فعل الانسان تجاه المبانى. و يتصل الإحساس بالكتلة و الاتزان مع مشاعر إنسانية متعددة منها الإحساس بالأمان و المرونة. و يمكن لكتلة مبنى مصمتة ما ان تعطى الإحساس بالأمان و الاستمرارية و كتلة مبنى مفرغة أن تعطى الإحساس بالمرونة و الحرية. و من خلال تاريخ العمارة نجد العديد من طرق التعامل مع كتلة المبنى. و عن طريق تحليل المبانى التى توفر إحساس واضح بالكتلة يمكن اكتشاف الاستخدامات المختلفة لوسائل التعامل مع الكتلة.
الاتزان هو التباين بين الاستقرار و الثبات أو عدم الاستقرار و عدم الثبات. و يتضمن ذلك التعامل مع الاتزان المتماثل و غير المتماثل فى التكوينات و الاتزان فى البعد الثالث و هو جزء هام من الهندسة المعمارية.
الاتزان و الثبات
الخفة و المرونة فى الواجهة
الاتزان فى واجهة غير متماثلة
التشكيل فى البعد الثالث
4-التكرار و الإيقاع Repetition and Rhythm
من أهم الطرق للوصول الى وحدة فى المبنى هى من خلال تكرار بعض العناصر مثل الشبابيك و الأعمدة. و وجود تشابه و لو بسيط بين العناصر هى إحدى طرق تأكيد العلاقة و الاتحاد.
و أهمية الإيقاع فى العمارة تكمن فى وجود علاقة بينها و بين الإيقاع الانسانى مثل الحركة و التنفس و الإيقاعات الطبيعية مثل موج البحر و تتابع فصول السنة. و مثلما تمثل الموسيقى الإيقاعات المسموعة تمثل العمارة الإيقاعات المرئية. و فى العمارة يكون الأساس هو محاولة الوصول إلى إيقاع فى المسافات بين المكونات. و يعتمد الإيقاع المرئي فى المبنى على المكونات و المسافات بينها. و هناك نوعان أساسيان من الإيقاع يمكن تحديدهما:
1) الإيقاع المنتظم بين المكونات على أساس من وحدات متماثلة و مسافات منتظمة، و 2) الإيقاع المكون من تباعدات بين المكونات و المسافات. و يمكن أيضا الوصول إلى إيقاعات من مسافات مختلفة و مكونات متباينة الحجم بالإضافة إلى الإيقاعات المتزايدة أو المتناقصة.
الإيقاع بالتكرار و الانتظام
الإيقاع الحر و الإيقاع المتزايد
إيقاعات متعددة
5-الوحدة و التنوع Unity and Diversity
احد المتغيرات الهامة فى تشكل المبنى هى مدى أو درجة الوحدة و التنوع فى التشكيل. و هى غالبا ما تكون محصلة المتغيرات الأخرى ( المقياس و النسب و الكتلة و الاتزان و التكرار و الإيقاع) فهى جميعا تستخدم للوصول إلى الوحدة أو التنوع. و من وسائل الحصول على وحدة أو تنوع:
-1النموذج المتصل
-2الشبكية المديولية
-3 استخدام شكل واحد بنفس المقياس
-4استقلال بين المكونات و الأحمال.
و التنوع يمكن الوصول إليه بالامتناع المتعمد عن إتباع قواعد الوحدة.
تحويل برنامج مشروع إلى تصميم أولى
المثال الأول
يوضح المثال الأول خطوات التحول من برنامج مشروع منزل صغير إلى تصميم أولى للمشروع خلال 4 خطوات. و بعد الانتهاء من التصميم الأولى يتم عمل التصميم الابتدائي و تطوير التصميم حتى التصميم النهائي ثم التصميمات التنفيذية و رسومات الورشة. و الخطوات هى:
1- توضح الخطوة الأولى رسم تجريدي لبرنامج المشروع حيث تبدو الوظائف و العلاقات بينها حسب ترتيبها التصاعدي. و يظهر المدخل الرئيسي للمشروع واضحا. و ليس للدوائر (الفقاعات bubbles) اى مساحة أو وضع محدد فهى تحدد فقط العناصر و الوظائف المطلوب توفيرها بناء على برنامج المشروع و يمكن تحريكها فى اى مكان مع الحفاظ على العلاقة بينها.
الخطوة الأولى
2- تعكس الخطوة الثانية متطلبات الموقع و المناخ التى تؤثر على وضع العناصر و توجيهها و علاقتها مع بعضها البعض و مع الموقع. فلإضاءة الطبيعية و الحرارة و الرؤية و الوصول للموقع و المناطق و الوظائف يتم أخذها كلها فى الاعتبار.
الخطوة الثانية
3- تعكس الخطوة الثالثة القرارات الخاصة بالمسطحات و أشكال الفراغات المطلوبة لاستيفاء عناصر المشروع. و هنا تعطى الأولوية لاحتياجات الوظائف و شبكية التخطيط.
الخطوة الثالثة
-4 توضح الخطوة الرابعة القرارات الخاصة بنظام الإنشاء و محددات الفراغات. و هو الشكل الذى يطلق عليه اسم "التصميم الأولى".
الخطوة الرابعة
هذا التحول من البرنامج إلى التصميم الأولى يسمح بالمرادفات و الاحتمالات أن تظهر بدلا من إغلاق التصميم من البداية. و قد يعترض العديد من المصممين أن التصميم لا يسير دائما حسب تلك الخطوات الواضحة و انه ليس عملية "أوتوماتيكية" و منظمة و موجهة و منطقية بمثل هذه الطريقة. و العملية التصميمية أيضا تجربة شخصية و مختفية و متكاملة و أحيانا تكون واضحة و أحيانا غامضة و أحيانا سريعة و أحيانا أخرى بطيئة جدا و مشوقة و مجهدة. و هى بصفة عامة إنسانية و ليست آلية.
المثال الثانى
و يوضح المثال التالى عملية التحول من برنامج إلى مشروع أولى.
الخطوة الأولى: دراسة العلاقات
الخطوة الثانية: التصميم الأولى
و يتضمن تحويل برنامج المشروع إلى تصميم أولى التعامل مع الرسم الحر للمشروع بهدف تطوير الأفكار.
الرسم الحر كأسلوب للتفكير